لأنها اعتنقت الإسلام.. الرئيس الفرنسي يلغي كلمته وينصرف بعد أن دفع 13 مليون أورو لتحرير رهينة من مختطفيها
لم يكن إيمانويل ماكرون الذي حضر إلى مطار "إيفرين" العسكري قرب باريس متأنقا محاطا بكاميرات الصحافيين، هو نفسه ماكرون الذي غادر المطار بعد استقباله أمس الجمعة "صوفي بيترونان"، الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية ذات الـ75 عاما، فالسيدة التي كانت توصف بأنها آخر رهينة فرنسية مختطفة في العالم فاجأت الرئيس الفرنسي بكونها قد اعتنقت الإسلام بل أعلنت أمامه رغبتها في العودة إلى المنطقة التي كانت تعمل فيها متطوعة قبل اختطافها في مالي.
ولم يكن خافيا على وسائل الإعلام التي حضرت الحدث أن ماكرون فوجئ بما رآه وبدا أنه لم يكن مرتاحا بعد نزول بيترونان من الطائرة وهي تغطي شعرها، قبل أن تصارح الجميع بأنها اعتنقت الدين الإسلامي وقررت تغيير اسمها من "صوفي" إلى "مريم"، لذلك فإن رئيس الجمهورية الذي كان مستعدا لإلقاء كلمة أمام عدسات الكاميرات فضَّلَ إلغاء هذه الفكرة والعودة إلى باريس دون أي تعليق، حسب ما أكدته صحيفة "لوباريسيان".
وبرر أحد مساعدي ماكرون للصحافيين تراجع الرئيس عن خطابه المنتظر بكونه عاين رغبة الرهينة السابقة في عدم الحديث إلى وسائل الإعلام لذلك فضل هو القيام بالشيء نفسه، لكن العديد من التحليل رأت في هذا المبرر مخرجا لماكرون من مأزق غير متوقع أياما فقط بعد الضجة التي أثارتها تصريحاته التي قال فيها إن "الإسلام يعيش أزمة"، ليكتفي بعد عودته إلى قصر "الإيليزي" بنشر تغريده عبر حسابه في "تويتر" قال فيها "الفرنسيون وأنا سعداء برؤيتك عزيزتي صوفي بيترونان، مرحبا بعودتك إلى ديارك".
لكن صوفي نفسها لم تعد "تعترف" باسمها الشخصي القديم الذي أصر الرئيس على مناداتها به في تغريدته، فالسيدة السبعينية تحدثت إلى وسائل الإعلام فيما بعد قائلة "أنا الآن مسلمة، أنتم تدعونني صوفي لكن الواقفة أمامكم الآن هي مريم"، قبل أن تدعوا لمالي بأن ينعم الله عليها برحمته، لكن المفاجأة الأكبر كانت هي إعلانها رغبتها في العودة إلى "غاو" المدينة التي اختطفت فيها من لدن جماعة جهادية قائلة إنها ترغب في الاستمرار بتقديم المساعدة للأطفال هناك.
وصوفي أو مريم، التي أطلق سراحها رفقة مختطفين آخرين بعد مفاوضات قادتها الحكومة الفرنسية وانتهت بدفع فدية قُدرت بـ13 مليون يورو، كانت قد قررت التطوع بخدماتها في مالي منذ 2001 كطبيبة متخصصة في التغذية، واهتمت بمساعدة الأطفال اليتامى في مدينة غاو شمال البلاد، هذه الأخيرة التي سقطت في أيدي تنظيمات مسلحة سنة 2012 لكن الناشطة الفرنسية استمرت بالعمل فيها إلى غاية اختطافها أواخر سنة 2016.